الاثنين، ٢٥ كانون الثاني ٢٠١٠

أنا وبحر الذكريات


















في هذا المساء ..
والليل تكسوه النجوم ..
وقمر ينتصف بين سواد حالك ..
كان لك هدوء أيقض مشاعري وأجبرني على ممارسة لغات الإبحار في عالمك ليعاود قلبي تمتماته وحيدا ..
صفحات الماضي قد تمايلت .. واقتربت من هاجسك ..
أحلام المستقبل تبعثرت وتناثرت قرب شاطئك ..
الآن وأثير ابتعادي عنك .. الآن وأثير حلمي بين أطيافك ..
أيتملكني الحزن ؟! .. الألم أم السعاة والأمل .. أم يعاود الصمت بعثرتي ..
عندما اقتربت من ضفافك .. عندها توقف قلبي عن النبض .. ليعاود تمتماته وحيدا ..
ليعاود فكري بتقليب صفحات الماضي ..
ليسترجع الذكريات الحزينة ..
ربما كنت حائرة .. خائفة .. بل عاشقة متيمة .. وعطشة لرؤيتك ..
تنقصني ابتسامتك .. ينقصني حنانك .. ودفىء مشاعرك .. وعذب ألحانك ..
تنقصني مداعبة أمواجك .. ومراقبة سريان شلال روعتك ..




















آه يا بحر فقد ألقيت كتاب ذكرياتي بين ضفافك وعلو أمواجك .. لأنك الأطهر والأنقى .. لأنك الأرق والأجمل .. لأن لك قلبا يحوي كل حزين ..
لقد أرهقتني محطات الغياب عنك ..
بل حتى أبعدتني عن الوصول إلى شاطئك ..
لما تملكه قلبي من ذكريات الماضي الدفينة بين علو أمواجك ودفىء مياهك .. وعذب كلامك ..
ففي ذلك اليوم لم يكن المساء عاديا كعادته ..
فقد ارتسمت دموع الحزن على ملامح وجهي .. دموع تجيد رسم الهدوء على الذات .
كانت شموع قلبي سعيدة بلقائك .. وكانت أقدامي تتسارع للقائك .. وأناملي لمداعبة أمواجك .. وكانت عيناي تلمعان فرحا برؤيتك .. وكان فمي عطشا لعذب مياهك .. وكان فكري حائرا يداعب شلالك ..
يا أيها البحر .. لا أدري ماذا أقول أو بماذا أتكلم ؟؟!
فلم تعد قدماي تحملاني .. ولم يعد فكري قادر على التفكير .. ولم تعد عيناي قادرة على إخفاء الدموع .. ولم يعد لساني قادرا على النطق ..!!!!





















آسف يا بحر .. هنا سأتوقف لأكمل لاحقا .. فلحظات بعدي عن شاطئك الجميل تملؤني بالحزن والأسى فلا تبكي فقد جئتك وقلبي محملا بالحزن والألم ..
فعند لقائك .. عانقت رمال شاطئك وألقيت شباكي في مياهك .. ورقصت على أنغام أمواجك .. وأبحرت في خيال عالمك وطرت إلى سماء محبتك .. وسعة صدرك ودفىء حنانك ..





















فلا تأسف يا بحر .. فإني عائدة إليك .. لأن قدماي لا تعرفان إلا أن تسيرا نحوك ..
وعيناي لا تحفلان إلا بلقائك .. وقلبي لا ينبض إلا عندما يقف أمامك .. وحزني لا يتركني إلا عندما آتي إليك ..
فلا تأسف يا بحر .. فإني عائدة إليك ..
عائدة إليك ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق