الاثنين، ٢٥ كانون الثاني ٢٠١٠

** فلسفة الحياة **



















هنا يبدا المشوار وتبدأ الحكاية التي قد كتب قدرها قبل أن نأتي ومحال أن تتغير لكننا بإمكاننا فهمها وإدراكها ودراستها لكي نعتاد على معايشتها ونتأقلم معها بالشكل الصحيح في الحياة...نحن نعيش في هذه الحياة وكل منا يعمل على اجتياز وإنهاء أسطورته الشخصية لكن لكل منا وسيلة وطريقة يسلكها لإجتياز تلك الأسطورة فبعضنا يعيش أسطورته كواجب لا أكثر فيركز وينتبه على السبب الذي قد جاء من أجله وهو اجتياز وإنهاء تلك الأسطورة فقط ولكن بعضنا يجتاز هذه الأسطورة لكن يعيشون وينتبهون وينعمون بجمال كل ما يمر حولهم اثناء مشوارهم للنهاية ..


















يحكى أن هناك فتى كان يحلم بأنه سوف يجد كنز بالقرب من أهرامات مصر وقد تكرر معه الحلم فأصبح هدفه إيجاد ذلك الكنز وروي قديما أن هناك ملك شجاع يستطيع مساعدته لإيجاد هذا الكنز فأراد ذلك الملك أن يختبره في كيفية اجتياز هذه الأسطورة فقال له خذ هذه الملعقة ووضع له نقطة زيت فقال له تجول في قصري وانعم بالجمال الذي يحتويه من لوحات فنية وسجاد مطرز فاخر وغيرها الكثير وعد إلي بعد ساعتين ولكن لا تنسى أن تحافظ على قطرة الزيت فذهب ذلك الفتى وتجول بالقصر وأبقى عينيه منتبهتين للقطرة فقط ونسي أن يتمتع بجمال القصر الذي حوله ثم عاد بعد ساعتين للملك فسأله عن رأيه بما شاهده في القصر أثناء تجواله فاحمر الفتى خجلا لأنه لم ينتبه لشيء بسبب انتباهه لقطرة الزيت لئلا تنسكب فقال له الملك عد إلى القصر وتجول فيه مره ثانية وتمتع بما فيه وعد إلي بعد ساعتين فعندما عاد وصف له جمال ما رأى وعندما سأله عن قطرة الزيت وجد أنها قد انسكبت ...


كذلك هي حياتنا أيضا فبعضنا يكون مشواره بلوغ نهاية الهدف لا أكثر دون التمتع بما يصادفه خلال مشواره للهدف وبعضنا يتمتع ولكن ينسى الهدف الذي بعث من أجله أو السبب الذي قد ذهب من أجله ولكن الأفضل في الحياة و الواجب علينا جميعا أن نسلكه هو إنجاز الهدف الذي ذهبنا من أجله مع المحافظة علية والتمتع بما كل هو جميل وخلاب أوجده الله لنا في هذه الدنيا كسحر القمر وبريق النجوم وجمال الطبيعة وسكون البحر وكوجود الأصدقاء الأوفياء وغيرها الكثير لذلك عليك أن تفهم لغة العالم وتغوص في روحه ..

 
تعلم من البحر السكون ومن الطبيعة البراءة ومن الأصدقاء الوفاء لأن هذه اللغة لغة العالم هي لغة نعرفها جميعا هي اللغة التي نفهم بها كل ما حولنا دون حاجة للتكلم لكن للأسف الكثير منا قد نسى هذه اللغة ولم يعد هناك من يفهمها حتى نسوا أن يغوصوا في روح العالم بحثا عن جمال هذه الروح والتعايش معها لأننا نحن جزءا منها ولكننا نسيناها لأنه أصبح هدف كل واحد منا في هذه الحياة الوصول للنهاية فقط دون مشاهدة جمال ما حولنا والتمتع فيه فإذا كنت تريد شيئا بشدة فإن الكون بشدة يطاوعك للحصول عليه فليس المنجز هو من وصل للنهاية بل إن المنجز الحقيقي هو من عمل بجد ووصل للهدف بالرغم من المتاعب التي قد تعرض لها في طريقه نحو الهدف ..























لقد نسينا وتناسينا كثيرا وكثيرا وكثيرا .. حتى بتنا لا نعلم شيئا وكأن السعادة سلبت منا .. بتنا نفكر بالماضي وجروحه وألمه ونفكر ونفكر كما لو أنه سيعود .. ونخطط للمستقبل ونبني دون أن نتمتع وكأنه لم يخلق في هذه الحياة غيرنا نحن فليس الإنسان السعيد هو من امتلك المال؛ بل الإنسان السعيد هو من يعيش الحاضر وينسى الماضي ولا يفكر بالمستقبل إلا بحدود ..


فالإنسان السعيد هو امتلك الله في أعماقه فيتوكل على الله ويشعر بأن الله معه ويرافقه أينما ذهب دائما ..


دائما نلقي اللوم على غيرنا وننسى ما قد فعلناه ويذهب عمرنا سدى ونحن لا نعلم إلا عند وصولنا لنهاية أسطورتنا الشخصية وندرك أننا قد ضيعنا أجمل اللحظات التي قد وضعها الله لنا في هذه الأسطورة فالحقيقة إن الحياة سخية فقط مع من يعيش أسطورته بحلوها ومرها ويتمتع بكل ما هو فيها فلماذا أصبحنا كذلك؛ البعض منا يتخلى عن حلمه والسبب هو الخوف أتدرون لماذا ؟! لأن هناك شيئا واحد فقط يمكنه أن يجعل الحلم مستحيلا ؛ الخوف من الفشل ..


لماذا نخاف من أن نفشل يجب علينا أن نغامر ولو لمرة واحدة وحتى لو فشلنا فهل الحل هو أن نفقد الأمل ونستسلم لدروب الحياة ونضيع الحلم الذي قد بنيناه ونقف مكتوفي الأيدي دون حراك ..


لكننا نحن البشر لا ندرك شيئا إلا بعد فوات الأوان دائما لأن الموت فعلا يجعلنا أكثر إنتباها للحياة ..


الآن لن أقول إلا شيء واحد فقط .. عندما نسعى دوما لأن نكون أفضل حالا مما نحن عليه الآن فإن كل شي يغدو أفضل من حولنا فإذا انتبهت إلى حاضرك يمكنك أن تجعله أفضل مما هو عليه وإذا حسنت حاضرك فكل ما سيأتي بعد ذلك سوف يكون أفضل ايضا ..


















لذلك أيها الإنسان سر السعادة هو أن تشاهد كل روائع الدنيا من حولك دون أن تنسى إطلاقا السبب الذي بعثت من أجله وهو بلوغ الهدف وتحقيق الأسطورة الشخصية لذلك تذكر دائما أنه يجب عليك معرفة ما تريد حتى تكون حالك أفضل مما عليها الآن حتى نتوقف قليلا عن تخلينا عن أهدافنا وأحلامنا بسهولة ..











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق